وَجبَة رُومانسِية دَسِمَة
( أَستحلفُكِ باللهِ ...عُودِى !! )
أُقسِمُ.. أنَّهُ نازَعَتنِي إِلَيكِ نفسِي لَيلاً
فنَهَضت أُسَجَّلُ أشواقِي في السَّحَر
يُلازِمُني ضِيقٍ مِن طُول النَّوَى ، تَعِبَت
نفسِي حنِينًا، أُفٍ كفانِي ضَجَر
أتَوجَّسُ خِيفةً ألَّا تعُودِي أقدُومُك ِوَهمٌ أُكذِّبُ
الطيور ، تعزِفُ لحنَ الوداعِ فوقَ الشجَر.
أقطِفُ المشاعر ببستانِ الحُبِّ شُجُونًا
وأنتظرُكِ بالبَردِ عُودِي بَدأ يَسقُط المَطر
فبعثَ القلبُ موجَة شجَنٍ إليكِ
فحذَّرهُ عقلي ،إياكَ لَمْ أُستَشَر !!
فطبَعها قُبلَة على جبهَتكِ فإذا
السَّماءُ صافيةً ، وإذاكِ بالأصيلِ قَمَر
فإذا كان هَمسُكِ وقُربُكِ بِرِضاكِ
مُبتدَأٌ ، باللهِ عليكِ قولِي ما الخَبَر ؟
صَار تلاقِينا نِدَاءَ قلوبٍ بِلا مَوعِدٍ
ومِن فَرط سَعادتِي ، أخافُ أنْ أُحتَضَر
اخترتك من بينِ الأزهارِ رَيحانَةً ، يا سِت
الحُسنِ ، مَا أذنَبَ صَلاحٌ ومَا كَفَر
دومًا أبحَتُ في قاموسِ السعادةِ لأُسعِدُكِ
واليومَ ، أجزائِي أن تكلميني كالجَبرِ المختَصَر؟
أأذنبتُ لما أخلصتُ وبادَلتكِ صِدقًا
في العِشقِ؟ ، فمَا أرَى تَمنُّعكِ إلَّا بَطَر
أتعلمين وَقعَ الصَّدِّ على العاشقِ والهجرِ
والحِرمانِ ، واذَا الخاطِرُ انكَسَر !!!
عَجبًا !! بعضُكنَّ يُفضِّلنَهُ خَياليًا او إمَّعَه
أو مُتجَهِّمٌ أو صامِتٌ ، يتَحدَّثُ بالنَّظر
انتحَر العُشاق يومَ حليم مُرهَفُ الحِسِّ
مُحيِّ المشاعرِ للأجيالِ ، الأملُ المنتَظر
هذانِ عاشقانِ جمعهُما الحُب
لعامين من لا شيء ، اختلفَا فمَا ظَفَر
كان يتنفسُ عِشقًا نَكثَت عَهدَها
فَهَروَلَ وفى عَينَيه شَرٌ مُستَطَر
فالخِدَاع من مقدِّماتِ الودَاعِ تبخَّرت
أحلامُه فَألقَى بنفسِه ، في النيلِ وانتحر
وذاكَ ما لَهُ نَصيبٌ بزِيجاتٍ كُبِتٌ ، حياتُه
رَتِيبَةٌ ، وصار صدِيق الغَمَّازِ والوَتَر
وآخر متشائمٌ ساخِطٌ صَعبُ المِرَاسِ في
عُزلَتِهِ يُحدِّث نفسَه ، إذا نُصِحَ انفجَر
وهذا بَشوشا يَتوقَّد نشاطا يُجَهز
لعُرسِهِ ، نال ماتمنَّى لمَّا كَدَّ وصَبَر
أمَا آنَ الأوانُ كفاني وَجدٌ انتابَنِي
وَصَبٌ وهُزَالٍ ، وما هُو إلَّا نذِيرُ الخطَر
علميني كيف يَقسُو قلبٌ ، يُوقظهُ الحَنينْ
يَتَوسَّدُ الأنِينْ ، كيف يَكون قلبِي حَجَر ؟
مُطمئِنة أَنكِ سَتجدِينَنى وَقتَما تَشَائِينَ كلَّا ،
فإن كان للحُب سُوقِ ، فَمَا أنا بِالَّذِى خَسَر
يا قلبُ لِمَ عَصَيتَ العقلَ أتعبتَنِي !! ، ضاع
الكثيرُ ، سَتموتُ ، وحنانُكَ يَكفي البَشَر
أتُقَهقٌهِينَ لأنكِ خَدَعتينى وجَرَّعتِينى
مُرَّ النَّوى ، فَهَجرُكِ ذَنبٌ ، لا يُغتَفر !!
لَيتَنِى ما عِشتُ زمنَ النِّفاقِ فِيهِ تُرفَعُ
القبَّعاتُ لِلَّقِيطِ ، والأصيلُ يُهَانُ و يُحتَقَر
أمِثلِي يُهجَر؟ أستحلِفُكِ باللهِ عُودِي
لبقايَا إنسانٍ حَطَّمتِهِ ، لا أحيَا اللهُ مَن غَدَر
******
الأديب د. صلاح شوقى...............مصر
( الصورة مستعارة )