حول شعلة نار مضيئة تتلطم ألسنتها تزيد وهجا تنعشنا
كأنها كوكب انفض من المجرة يحرسنا
ومن حفحفة النار شنشن صوتها يطربنا
وخلفنا جدول ماء يرسل الحانا يهدءنا
استوى الجمر بحمرته زادت المتعة تغازلنا
عن فرحة لقاء الأحبة لمأدبة شواء تنادينا
غازل الجمر صاحبنا لحصحصة اللحم انه ينتظرنا
سيحصل شواء هذا اليوم للبقاء يؤرقنا
اني أشم توابل حبلى من خردل وقرنفل تلطف الأجواء
فدعوني أذق منها اللحظة بعض الأجزاء
سألقي شعرا سأتركه يترنم طرب الاشهاء
يا شاو اللحم ألا ترميني في يدي بالقطع الحمراء
بيني وبين العجائن خصام لا ترضى بها الأمعاء
أما الهريسة لا أتلذذها نفسي تشتهي اللحم والشواء
قم للحم ودغدغه بالأصابع واحدث فيه انفعال
بالتوابل والخضر امزجه حتى يصير اللحم والدهن كالسيلا
هناك جدول ينساب منه الماء رقراق
تتراقص أجزاؤه فرحا بوجود الرفاق
وهنا شواء طقطقت قطراته هيجت اللعاب
وصاحبنا يمد إصبعه يتحرى النضج فيلسعه اللهب
بطون تنتظره بلهفة من الجوع تقرقر وترتقب
والمعدة تهتز له تنادي متى الخوان الي يجلب
كناىننتظر وقطرات الشواء مع الجمر ترسل أنغاما
واللحم يشنشن والخبز ممدود حيث السوائل تحسبه سكرانا
فتحدثت أمعاؤنا بلغة الشعراء وانتقت لكلامها أوزانا
هيج النار الصديقة ولا تكن لاهيا أوخاملا غفلانا
أسرع بالشواء يا صاحبي لا ذنب لنا ان لم تكن لهفانا
انسلت الرائحة من الدخان واللهب وأنهل اللعاب ينسكب
فاهتزت المعدة من رائحة الشواء للأكل تطلب
والعيون تحملق سيلان اللعاب والنفس تشتهي وترقب
هذا الشواء أخير حضر يحمله شاو على الشرشف وضعه متعب
من خروف وبقر والديك الرومي والأصابع له تقترب
وحوله اشتدت السواعد وانجذبوا كأنهم يسلبوا
هذا الى لحم أبيض وذاك للهبرة الحمراء بلا وعي ينهب
والبعض لكلاهما شهوته وذا الى كل مشو ناضجلا يتأهب
لما انتهوا منه لم يتركوا أثرا كما الثأر له يوجب
حان بعد المعركة النوم واحتدم فيه الشخير والقلب يرتعب
استيقظوا فاستداروا للمكسرات بشتى الأنواع تجلب الأنظار
من لوز وبندق وكاكاو وكاجو تخطف الأبصار
لم تسلم الفطائر من الصراع وبدورها لم تأبى الانتظار
غازلت الفواكه الصفراء والحمراء من موز وبرتقال الأفواه
ولها تطاولت الأيدي متسابقة كأنهم جلبوها بالمخطاف
ذاك هو يوم الشواء الذي غازل البطون والأفواه.
حسين حطاب