حديث وسادة
ولما وجدت في كل شيء تغيرا
تساءلت يا ترى متى حدث الأمر
وكأنني كنت عن الوعي مغيبا
لا أدرك اهو قضاء ام هو مقرر
أم انني كنت فيما مضى حالما
أو يا تراني ايامي قضيتها مخدر
وكل رجوع إلى الأصل بات متعذرا
ما صار للناس في أمورهم تخير
وتكالبت على النفوس هموم ونوازل
وفتن تتوالى كأنها إلى ساحة البعث تحشر
كيف السبيل إلى أمس قريب مضى
في خلسة سريعا ولم يعد له أثر
حياتنا كأنها بتعويذات السحر تطلسمت
وكل ما انتظم فيها طاله التبعثر
وجل العقول عن التفكير توقفت
سجالات لا يحضرها شاعر او مفكر
وللتافهين حيزت أبواق ومنابر
والجاهل في دار المعارف صار يقرر
والعالم بات يبحث عن ريع ومكاسب
وبما صار اليه منها أسير لا يقدر
والناس عن الناس في احتراز و تباعد
من لم يكممهم الوباء كمم افواههم متجبر
ولما عجز عقلي عن ادراك الأمور وفهمها
تغابيت وأوكلت أمري لمن بيده الأمر
واودعت أحزان قلبي إلى خلج وسادتي
احاكيها حلكا واشكو اليها بتي واصتبر
واجد في وسادتي رحابا كريمة
تغنيني عن قول أبناء نوح المضجر
واحجم عن حاجات نفسي واكبتها
حتى لا يتفضل علي من الانذال نَفِرُ
عزيز شرحبيل