الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

حول شعلة نار مضيئة تتلطم ألسنتها تزيد وهجا تنعشنا
كأنها كوكب انفض من المجرة يحرسنا
ومن حفحفة النار شنشن صوتها يطربنا
وخلفنا جدول ماء يرسل الحانا يهدءنا
استوى الجمر بحمرته زادت المتعة تغازلنا
عن فرحة لقاء الأحبة لمأدبة شواء تنادينا
غازل الجمر صاحبنا لحصحصة اللحم  انه ينتظرنا
سيحصل شواء هذا اليوم للبقاء يؤرقنا
اني أشم توابل حبلى من خردل وقرنفل  تلطف الأجواء
فدعوني أذق منها اللحظة بعض الأجزاء
سألقي شعرا سأتركه يترنم طرب الاشهاء
يا شاو اللحم ألا ترميني في يدي بالقطع الحمراء
بيني وبين العجائن خصام  لا ترضى بها الأمعاء
أما الهريسة لا أتلذذها نفسي تشتهي اللحم والشواء
قم للحم ودغدغه بالأصابع واحدث فيه انفعال
بالتوابل والخضر امزجه حتى يصير اللحم والدهن كالسيلا
هناك جدول ينساب منه الماء رقراق
تتراقص أجزاؤه فرحا بوجود الرفاق
وهنا شواء طقطقت قطراته هيجت اللعاب
وصاحبنا يمد إصبعه يتحرى النضج فيلسعه اللهب
بطون تنتظره بلهفة من الجوع تقرقر وترتقب
والمعدة تهتز له تنادي متى الخوان الي يجلب
كناىننتظر وقطرات الشواء مع الجمر ترسل أنغاما
واللحم يشنشن والخبز ممدود حيث السوائل تحسبه سكرانا
فتحدثت أمعاؤنا بلغة الشعراء وانتقت لكلامها أوزانا
هيج النار الصديقة ولا تكن لاهيا أوخاملا غفلانا
أسرع بالشواء يا صاحبي لا ذنب لنا ان لم تكن لهفانا
انسلت الرائحة من الدخان واللهب وأنهل اللعاب ينسكب
فاهتزت المعدة من رائحة الشواء للأكل تطلب
والعيون تحملق سيلان اللعاب والنفس تشتهي وترقب
هذا الشواء أخير حضر يحمله شاو على الشرشف وضعه متعب
من خروف وبقر والديك الرومي والأصابع له تقترب
وحوله اشتدت السواعد وانجذبوا كأنهم يسلبوا
هذا الى لحم أبيض وذاك للهبرة الحمراء بلا وعي ينهب
والبعض لكلاهما شهوته وذا الى كل مشو ناضجلا يتأهب
لما انتهوا منه لم يتركوا أثرا كما الثأر له يوجب
حان بعد المعركة النوم واحتدم فيه الشخير والقلب يرتعب
استيقظوا فاستداروا للمكسرات بشتى الأنواع تجلب الأنظار
من لوز وبندق وكاكاو وكاجو تخطف الأبصار
لم تسلم الفطائر من الصراع وبدورها لم تأبى الانتظار
غازلت الفواكه الصفراء والحمراء من موز وبرتقال الأفواه
ولها تطاولت الأيدي متسابقة كأنهم جلبوها بالمخطاف
ذاك هو يوم الشواء الذي غازل البطون والأفواه.
 حسين حطاب

فيما مضى كنت انا واليوم كلي انت وزهوري وان غابت عني فما ذبلت كذا قالت سيدتي انا بعد ما كبرت فيما مضى وهبتك قلبي وعجزت واليوم صوتك يحييني أفأ...