..الياسمينة الدمشقية ..
قد كانت
في حياة أخرى
ياسمينة
تتسلق الحوائط
وتغفى على العريشة
تتراقص مع النسيم
وتسهر مع القمر
وتغني مع أوراق الشجر
تعشق رائحة وطعم المطر
وحين ترعد ترتعد وتختبئ
بحضن أمها ترتص مع أخواتها
يمسكن بأيدي بعضهن البعض
يبقين على بعضهن يتكين
حتى يتجاوزن الخطر
قلبها كبياض الياسمين
لاعرف غشاً ولا غلاً لبني البشر
ياسمينة قد قطفت فتية
ووضعت بمزهرية
فلا طالت أرضاً ولا سماء
بقيت أسيرة
كل يوم عنبرها يفوح عبيره
يشمها كل من عرفها ويمتدحها
اجتمعت على حبها كل الكرة الأرضية
إلا من قطفها ووضعها بمزهرية
زهد بها إذ ضمنها
تركها بعد أن ضممها
تشتاق ضمة
فأبدلها الضمة بكسرة
مذ أبعدها عن موطنها
لم يعرف قلبها السكون
ولاتعرف أن تجد
مخرجاً ولا حتى فتحة
مذ قطفها تركها تلوك الحسرة
فلا تعرف أن تعود للعريشة
لم يعد بوسعها أن تعود مليكة
بعد أن باتت مملوكة
تحاول أن تظل فتية
ولو لم تسقى بميه
كيف لاتدري
لكنها تعي
أن بقلبها ياسمينة
شدت وثاقها بخيط مع أولادها و أهلها
وصنعت منها طوقاً زين جيد أمها
ومن تلك الفرحات والضحكات
التي خبأتها بزمان فات تقتات ..
وتغفى كل ليلة حالمة بأنها هناك
ببقعة من الجنة
تنير لها بقعة من الدنيا
لتسير وتكفي الحياة
لأجل من يحبها ويحتاجها
ويستمر صدى كلماتها كما عطرها
وبات موطنها كل الكرة الأرضية
انتشر واشتهر الياسمين
بعد تقطيع أوصاله بسكين
كزهر غلب البنفسج الحزين
بالأسى والحزن
ومع هذا كل من يراه يبتسم
ويصلي على النبي إذ لعطره يشم
وبخياله يعود طفلاً يقطف الياسمين
من أرض الديار وبخيط وابرة لها يضم
ويزين بها صدور الأمهات كأغلى هدية
وستبقى للأبد ..
تتربع عرائش القلب
الياسمينة الدمشقية
#بسمةنجاح_آية