عندما كنا صغـــــــــــــار
عندما كنا صغار
كلّ شيئٍ غنّى لنا
وخلف شبكانا
كان لنا دوما يضحكٕ النّهار
والسهل لنا كان يهتف والجبل
كان يفتقدنا الطريقُ
كلّما دنا المساء
وما أجمل ليلنا!
كان يهدينا سحرَ النجوم
وعندما تضحكُ شرفاتنا
نتسارعُ إلى حضن شمسنا
فتهدينا كل يومٍ حفنةً من محار
نلهو ونركضُ خلفَ الدّروب
ونكتبُ احلامنا على صفحاتِ الرّمال
وبشقاوةٍ تغمرنا أفياؤها
لكنّها ليست كشقاوة الكبار
صغار كنا نلعب مع بعضنا
كبار أصبحنا نلعب على بعضنا
ياما أكلنا مع بعضنا!
فغدونا نأكل بعضنا
كنا عائشين
وعندما كبرنا أصبحنا ميّتين
كنا نصدق كل شيئ
لأننا لم نكذب كالكبار
كانت دموعنا حلوة مذاقها
نحوط بها أحلامنا
وعلى خدودنا تنساح في انهمار
لإننا نحب ليس كمحبة الكبار
كنا نحلم ونحلم
ان نكبر
فكم ركضنا خلف أحلامنا
أستطلنا وعرضنا
لكي نصبح كبار
وها نحن كما تمنينا
أصبحنا كبار!!!
إلا أننا لم نلقى أحلامنا
فعدنا أدراجنا
نتمنى أن نرجع صغار
كنا لا نُلقِي في طريقنا غير الابتسام
تجافينا الهموم
صغار كنا صحبة
يسودنا الوئام
لم نعرف الشحناء ولاالخصام
كما نحن عليه الآن
عندما أصبحنا كبار!!!
ليتنا لم نكبر
ليتنا بقينا صغار
فهل لنا من حفنة
من براءة الصغار
نستروح بها
من رمضاء حياتنا
ولِمَا تبقى من أحلام صغرنا
نحميها من ضياع ودمار
أ/ سلطان الوجيه 🇾🇪اليمن
