الجمعة، 17 يونيو 2022

ضميرٌ غائب
=======
هل تغسل الأمطار قلباً متعباً
      من أمة تخذت هواها مذهبا؟
وهل الجراح من المحب بسيطة 
      إن كان صاحبها أطال وعذَّبا؟
من يمنح المطعون قلباً خالياً
              مما ألمَّ به ولفظاً طيبا؟
شتان بين مدهدهٍ ومواصل 
    إن القلوبَ مع الأسى لن تطربا

كم في فؤادي من جراح صاغها 
            من يدّعي حباً لديه مُقلَّبا
كم من كلوم في الحنايا تشتكي 
         صحباً وطلاباً وغدراً مرعبا
ما ينفع المقتولَ دمعةُ قاتل 
      أبداً ولا عذر المحبِّ بما صبا. 
كم قائل لي بعد ذبحي: آسف 
         ماذا يفيد تأسُّفٌ من أُتعِبا؟

مني لهم ورد ولي أشواكهم 
         أين العدالة إن أردت تأدُّبا؟
مني لهم روحي وفكرٌ سائح 
      لهم الجمال ولي العناء مهذبا 
ويُقال : ما أقساه في أطواره!
        لو رقَّ راقَ وما ترقرق أو نبا 
هم يحسبون الجرح مزحة عابر 
      لم يعلموا حال الجراح تصببا

أفعالُهم أفعى لهم هل يرتجى 
 منهم رجا خلف الكلوم تحجَّبا؟
وسمومهم كوسومهم مخفية 
  في القلب ما خفق الفؤادُ وقُلِّبا
معلولة عِلّاتُهم في عِلَّةٍ 
       حلَّت محلاً كم أذاب وذوَّبا
وحش توحَّش حين حشَّ حشاشتي 
     طفل نما في غيبتي فاستذأبا

هل تمسحُ الكلماتُ في أعذارها 
      ذنباً أماتَ لي العروق وصلَّبا؟
أو هل سمعتم عن أسىً متواصلٍ
 صاغ المحبة في الصدور وهذَّبا؟
دع للصخور مكانها وغباءها
              لا تلقها بالاً و دعها للهبا 
وإذا مررت بشوكة فابذل لها 
           ناراً ولا تهمل ضميراً غائبا
=====
بقلمي 
د.جميل أحمد شريقي 
( تيسير البسيطة )
     سورية