أنا وصديقي البحر
لا زلت أمسك بيدي دفتر مذكراتي
وبين صفحاته زهرةٌ عطرها حياتي
أنظرها وأَشُمها وكلي شوق لرؤياكِ
ترى كم مرَّ زمان وفرقتنا الغرباتِ
بقت رسائلك أملي الوحيد يجمعنا
وكم يافراق زاد فينا الحزن واللوعاتِ
أناجي البحر رفيق غربتي وسلوتي
أسالهُ عني وعنكِ هل تغيرت مداراتي
وماذا عنكِ هل لازلتِ بنفس الود
أم طرأ ما يعكر صفوكِ ليزيد مأساتي
فأرسل رسائلي عبر نسيم البر والبحر
بكل حزني وحنيني وأشواقي وقبلاتي
يابحر هل تأتي بالله عليك أخبرني
فالشوق أمسى يحرق قلبي ومسراتي
يا بحر كيف أنسى ملاكاً حين يكلمني
صوته كروان يشدو بشعري وكلماتي
سأبقى مخلصاً لكِ بأجوائي وأحلامي
ولاصديق غير البحر أشكو لهُ جراحاتي
أم أزيل الهم الرابض بثقل على قلبي
ومالي غير الله أبث شكواي ومعاناتي
أدعوك صادقاً تعالي ولو لحظات بحلم
ستجدين الشوق يسبقني إليكِ بآهاتي
ونورك لو أطلَّ يزيح بعضاً من همّي
فتزداد نبضاتي بل وتصاعدت زفراتي
من لي يا بحر غيرك صديقاً ومتنفساً
يشاركني همي حين أراه يلاطم موجاتي
كأنه يعلم كل أسراري ونجواي وحالتي
ولسان حاله يقول ليتها حطت بمرساتي
بقلمي براق فيصل الحسني