بَيْن نَفَث دُخَان سيجارتي وارتشاف فِنْجان قهوتي
وَبُوحٌ خريشات حكايتي
قَصَص أصوغها مِنْ أسِفَ الْمَاضِي وَوَجَع الْحَاضِر وَمُسْتَقْبَل غَامِضٌ مَجْهُولٌ يَقْض مَضْجَعِي
فَمِنْ أَيْنَ أبداْ بِسَرْد حكايتي وكأنني أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ كُلِّ شَيِّ دَفْعَةً وَاحِدَةً
هَكَذَا أَنَا دَائِمًا أَتَمَنَّى لَو اسْتَطَعْت الْهُرُوبُ مِنْ وَاقِعِيٌّ
فَلَا يُوجَدُ شَيّ مبهر بِهَذِهِ الْحَيَاةِ المقيتة
فَرَغْبَة الِانْعِزَال لديٌ فَاقَت كُلّ الرَّغَبَات
لَا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَسَرَّب كُلُّ هَذَا الْحُزْنُ وَكُلّ نوافذي مُغْلَقَة . . . . رُبَّمَا الْأَيَّام مَثْقُوبَة
فَمَن يُفْهَمَ هَذَا الضجيج الَّذِي يَعُجّ بِرَأْسِي بصراخات مكبوتة فَلَو أطلقتها لايقظت أَهْلِ الْقُبُورِ
وَأَنَّى بِأَتَمّ الهُدوء ظَاهِرِيًّا
سَادَتِي الْكِرَام . . . . . أَتَعْلَمُون
مَعْنَى أَنَّ يَكُونَ شَخْصًا تَجَاوَز كُلٍّ مِنْ حَوْلَهُ وَهُوَ صَامَت
يَتَجَاوَز وَيَتَجَاوَز يَتَجَاوَز وَهُو بِأَتَمّ الهُدوء
حَتَّى يَعْتَقِد كُلٍّ مِنْ يَرَاهُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَتَعَثَّر قَطّ
فَيَوْمٌ بَعْدَ يَوْمٍ دَائِرَة اللاَّمُبالاَة تَتَّسِع بِشَكْل مُخِيف
خربشات سلينا الْيَوْم . . . . . . أَرْغَب بِالرَّحِيل وَأَوْدٌ مُغادَرَة كُلٍّ مِنْ حَوْلِي حَتَّى نَفْسِي تَحْدِيدًا
2021/10/2
سلينا الْجَزَائِرِيّ