الأحد، 26 سبتمبر 2021


 لقاؤك درب سعادة 

وحديثك نبض حياة 

وبوحك نسائم هوى

تتناثر في بهو الفؤاد

كفراشات جميلات

تطرن في كل مكان 

لتجعل من قلبي زورقا 

يجوب أروقة ثناياك 

يحمل روحي التي تهواك 

حيث تسعد باحتوائك 

وتنعم باكتفائك 

وتغرق بانتشائك

فتمطر أراضيك أشواقا 

وتروي دروبك حنينا 

وتجعل من همسي 

عبير عطور يتناثر 

أينما حللت وأقبلت 

فتتملك وجداني مشاعر الرهبة 

وتسكن أعماقي أحاسيس الخوف 

من أسر وسجن بين عينيك 

أخاف التوغل بين ثنايا التمني 

فاتورط في قضايا السكر والعربدة 

أخاف التوغل بين معانيك 

فأصبح لك عبدا سلبت منه الحرية 

أخاف التوغل بين هتاف الرجاء 

فأعلق بينك وبين الأرض والسماء 

فأفقد بعيدا عنك رغبتي في الحياة

أخاف التوغل بين أسرار غموضك 

فأكون الأعمى والأبكم  والأصم 

فيضيع صدى صوتي 

ويتلاشى بوح حرفي 

وأحرم من اللقاء 

حبك يا سيدتي صار ساعات 

لا تنتهي

حبك يا سيدتي صار نارا

لا تنطفئ

حبك يا سيدتي صار هواء 

لا ينقطع 

فأنا في قصائدي لا أناقش 

عشقك 

وأنا في لقائك لا أخفي 

الرجاء 

وأنا في غرامك لا أتجنب 

الحوار 

فأنت لست ككل النساء 

أنت امراة صنعت لي الحياة 

و أغرقتني بسيل من الاكتفاء

وجعلت من الحب روعة الاحتواء 

حبك يا سيدتي هو قرار و إقرار 

بأن لا حياة تصنع من غيرك 

حبك يا سيدتي اعتراف 

بأني لك عاشق بإصرار 

فأنت الصباح وأنت المساء 

وأنت مابينهما رحيق مذاقه 

حلو سكر يفوق الوصف والخيال

أنت صدفة خرافية مجنونة 

رمت بي في متاهة الضياع 

يخترقها صوتك الجميل 

تتناثر في أفقها أنفاسك العطرة 

تقودها نظرات عينيك الفاتنة 

اعذريني إن لم أرحب بك 

في عالمي عالم الانهيار 

نعم سيدتي عالم الانهيار 

ذاك الذي أذبت فيه كل المبادئ

وحطمت فيه كل المعالم 

ودمرت فيه كل حواجز الأنا

اعذريني على الفوضى

اعذريني على تلك الأشياء المبعثرة

في بهو قلبي وفؤادي ووجداني 

إنها قطع منك تناثرت وتبعثرت 

على حين ذاك الزلزال حين أقبلت 

وزرت دياري ديار العشق والغرام 

حضورك ياسيدتي أنعش أفكاري 

وأيقظ فيّ همس قصائدي وأشعاري 

حضورك ياسيدتي فتك بقلمي 

وجعل من حبري سيلا جارفا 

يجوب أروقة دفاتري وأوراقي 

ليرسمك ويخطك وينحتك 

امرأة ملكة وسيدة إحساس عظيمة 

حضورك ياسيدتي زعزع وجداني 

فثملت منه حروف الأبجدية 

فعربدت وعزفت ورقصت وغنتك

 في كلمات عربية وشرقية كسمفونية 

حضورك ياسيدتي أثار جدلا 

وتجاذبات ونقاشات حسية 

وكأنه بركانا ثائرا أحرق ضعفي 

وأذاب كتماني وصمتي وحيائي

عذرا سيدتي ومولاتي وملكتي 

خمرة الغرام في لقائك بعثرتني 

وأيقظت آلامي وأوجاعي 

وتجلت في ترددي و اضطرابي 

ولم أعد قادرا على احتواء لقاءك

هل لي منك بابتسامة تعيد سكينتي؟

هل لي منك بنظرة تعيد ترتيب أفكاري؟

هل لي منك بهمسة توقف سيل 

البركان الثائر بأعماقي؟

لقد أصبحت في محرابك 

كطفل مذبذب بين اللعب 

كطفل متهور يعشق التعب

كمحب أضنته ذكريات الشجن 

كمغرم بات أسير الهوى

صدقا سيدتي لقد احترت وعجزت 

خانتني الحروف والكلمات 

خانتني اللغة والمفردات 

خانتني الإرادة والشجاعة 

لكن دعيني أخبرك بشي 

أني حين أبتسم 

وحين أبكي 

وحين أحزن 

وحين أشتاق 

وحين أرحل 

وحين أفكر 

وحين أحلم 

وحين ...وحين...

فهو إليك ومنك وعنك 

لقد ألغيت كل قوانيني 

وتمردت على كل الأحكام 

وأصبحت بك حرا طليقا 

لا أهاب حرب الحياة 

ولا عجز الذات 

دعيني أسبح بين أمواج عشقك

فربما بلغت أرضك أرض الهيام 

دعيني أطير بين ثنايا سمائك 

فربما التقيت بطيفك في مجرة الغرام 

دعيني أجوب البراري والأوطان

فربما صادفت عشقك والإلهام 

دعيني أحاول توحيد المجال 

فربما أسست بك إمبراطورية الأحلام 

تتربعين عرشها وتحكمينها بهمسك الفتان

وتصنعين تاريخها بنبضك الفياض

فأنت سيدتي عميقة الأوصاف 

وعظيمة الإصرار ونقية الأعماق 

كالماء في الكون يأتي من السماء 

لتزهر وتنبت وتخضر الأرض 

أفلست بحياة 

حضورك يشبع العين ويروي الشوق 

ويطفئ الاشتياق ويذيب الحنين 

أفلست بحياة 

حضورك كلحن عذب يحرك المشاعر 

ويسعد الإحساس  ويطرب السمع 

أفلست بحياة 

حضورك كلغة تنطق الحرف

 وتكتب كلمات فتفرح الروح

 وتزيل الاستفهامات 

أفلست بحياة 

لله درك سيدتي ومولاتي وملكتي 

إن قلت لك أحبك 

أفاكفيتك المعنى والحقيقة 

أم سيظل عشقك قاهرا للغتي 

عصيا على حرفي متحديا لهمسي؟

بقلم ابو معتز الطرهوني