لقاؤك درب سعادة
وحديثك نبض حياة
وبوحك نسائم هوى
تتناثر في بهو الفؤاد
كفراشات جميلات
تطرن في كل مكان
لتجعل من قلبي زورقا
يجوب أروقة ثناياك
يحمل روحي التي تهواك
حيث تسعد باحتوائك
وتنعم باكتفائك
وتغرق بانتشائك
فتمطر أراضيك أشواقا
وتروي دروبك حنينا
وتجعل من همسي
عبير عطور يتناثر
أينما حللت وأقبلت
فتتملك وجداني مشاعر الرهبة
وتسكن أعماقي أحاسيس الخوف
من أسر وسجن بين عينيك
أخاف التوغل بين ثنايا التمني
فاتورط في قضايا السكر والعربدة
أخاف التوغل بين معانيك
فأصبح لك عبدا سلبت منه الحرية
أخاف التوغل بين هتاف الرجاء
فأعلق بينك وبين الأرض والسماء
فأفقد بعيدا عنك رغبتي في الحياة
أخاف التوغل بين أسرار غموضك
فأكون الأعمى والأبكم والأصم
فيضيع صدى صوتي
ويتلاشى بوح حرفي
وأحرم من اللقاء
حبك يا سيدتي صار ساعات
لا تنتهي
حبك يا سيدتي صار نارا
لا تنطفئ
حبك يا سيدتي صار هواء
لا ينقطع
فأنا في قصائدي لا أناقش
عشقك
وأنا في لقائك لا أخفي
الرجاء
وأنا في غرامك لا أتجنب
الحوار
فأنت لست ككل النساء
أنت امراة صنعت لي الحياة
و أغرقتني بسيل من الاكتفاء
وجعلت من الحب روعة الاحتواء
حبك يا سيدتي هو قرار و إقرار
بأن لا حياة تصنع من غيرك
حبك يا سيدتي اعتراف
بأني لك عاشق بإصرار
فأنت الصباح وأنت المساء
وأنت مابينهما رحيق مذاقه
حلو سكر يفوق الوصف والخيال
أنت صدفة خرافية مجنونة
رمت بي في متاهة الضياع
يخترقها صوتك الجميل
تتناثر في أفقها أنفاسك العطرة
تقودها نظرات عينيك الفاتنة
اعذريني إن لم أرحب بك
في عالمي عالم الانهيار
نعم سيدتي عالم الانهيار
ذاك الذي أذبت فيه كل المبادئ
وحطمت فيه كل المعالم
ودمرت فيه كل حواجز الأنا
اعذريني على الفوضى
اعذريني على تلك الأشياء المبعثرة
في بهو قلبي وفؤادي ووجداني
إنها قطع منك تناثرت وتبعثرت
على حين ذاك الزلزال حين أقبلت
وزرت دياري ديار العشق والغرام
حضورك ياسيدتي أنعش أفكاري
وأيقظ فيّ همس قصائدي وأشعاري
حضورك ياسيدتي فتك بقلمي
وجعل من حبري سيلا جارفا
يجوب أروقة دفاتري وأوراقي
ليرسمك ويخطك وينحتك
امرأة ملكة وسيدة إحساس عظيمة
حضورك ياسيدتي زعزع وجداني
فثملت منه حروف الأبجدية
فعربدت وعزفت ورقصت وغنتك
في كلمات عربية وشرقية كسمفونية
حضورك ياسيدتي أثار جدلا
وتجاذبات ونقاشات حسية
وكأنه بركانا ثائرا أحرق ضعفي
وأذاب كتماني وصمتي وحيائي
عذرا سيدتي ومولاتي وملكتي
خمرة الغرام في لقائك بعثرتني
وأيقظت آلامي وأوجاعي
وتجلت في ترددي و اضطرابي
ولم أعد قادرا على احتواء لقاءك
هل لي منك بابتسامة تعيد سكينتي؟
هل لي منك بنظرة تعيد ترتيب أفكاري؟
هل لي منك بهمسة توقف سيل
البركان الثائر بأعماقي؟
لقد أصبحت في محرابك
كطفل مذبذب بين اللعب
كطفل متهور يعشق التعب
كمحب أضنته ذكريات الشجن
كمغرم بات أسير الهوى
صدقا سيدتي لقد احترت وعجزت
خانتني الحروف والكلمات
خانتني اللغة والمفردات
خانتني الإرادة والشجاعة
لكن دعيني أخبرك بشي
أني حين أبتسم
وحين أبكي
وحين أحزن
وحين أشتاق
وحين أرحل
وحين أفكر
وحين أحلم
وحين ...وحين...
فهو إليك ومنك وعنك
لقد ألغيت كل قوانيني
وتمردت على كل الأحكام
وأصبحت بك حرا طليقا
لا أهاب حرب الحياة
ولا عجز الذات
دعيني أسبح بين أمواج عشقك
فربما بلغت أرضك أرض الهيام
دعيني أطير بين ثنايا سمائك
فربما التقيت بطيفك في مجرة الغرام
دعيني أجوب البراري والأوطان
فربما صادفت عشقك والإلهام
دعيني أحاول توحيد المجال
فربما أسست بك إمبراطورية الأحلام
تتربعين عرشها وتحكمينها بهمسك الفتان
وتصنعين تاريخها بنبضك الفياض
فأنت سيدتي عميقة الأوصاف
وعظيمة الإصرار ونقية الأعماق
كالماء في الكون يأتي من السماء
لتزهر وتنبت وتخضر الأرض
أفلست بحياة
حضورك يشبع العين ويروي الشوق
ويطفئ الاشتياق ويذيب الحنين
أفلست بحياة
حضورك كلحن عذب يحرك المشاعر
ويسعد الإحساس ويطرب السمع
أفلست بحياة
حضورك كلغة تنطق الحرف
وتكتب كلمات فتفرح الروح
وتزيل الاستفهامات
أفلست بحياة
لله درك سيدتي ومولاتي وملكتي
إن قلت لك أحبك
أفاكفيتك المعنى والحقيقة
أم سيظل عشقك قاهرا للغتي
عصيا على حرفي متحديا لهمسي؟
بقلم ابو معتز الطرهوني