الأحد، 26 سبتمبر 2021

 من ديوان عراق٣

    (إنهم لم يبلغوا مطلع

    القصيده)

كلهم أبداً ما كانوا يومها شعراء

سواي من كان شاعر بلا قصيده

وحين صرخت بهم

كيف رأيتم بغداد

بكى الجميع بلادموع

وتركوا لي مناديل من ورق

فمسحت دمعي

كان المساء ذات شعر 

مساء حزين به بعض خوف

آه يا وجع القصيده

لقد أوجعتني الطعنات 

من ىسيوف عنتره

وكان الضرابُ يومها في ضِرَابِ

فما إرتويت من الشراب

وجفت حنجرتي

وارسلت عيني اليمين العبرات

التي لم تتسع لها الأحداق

وظل شاعر البلاط يرتجف

ويتلعثم بالكلام ويكذب

فقلت لنفسي همسا 

إنها تسع وتسعون نعجه

ولي نعجة واحده

فاطرد عنك الخوف

ولا توجلِ أوتخجلِ

وافتحِ نوافذ الليل

واترك العشق لشعاع الشمس

وحرارة الاشياء

التي جففت بيوت الطين

حتى إنحنى ظهري

من رطوبة السجن

قبل أن يبدأ العد في اليوم الأول

فيصبح وجعي كوجع بغداد

وكل من في المدينه

عادوا من النجف الاشرف

وتركوا العراق يغط في الظلام

حتى إستشرى الضلال

ورقص البحاره على المركب

بلا خوف

سواي من ظل يقرأ

بكتاب فتنة علي ومعاوية

فما فهمت شيئا

وظل سؤالي الوحيد

ماذا قال هيرودوت

عن هبة النيل

وعن معشوقتي مصر

فمن هذا الذي يريد أن يسكتني

ويمنعني من الحديث

بعد أن مارس الصمت 

بضع سنين

كي أموت عطاشا بلاماء

ويبقَى الهشيمُ

يكافئُ الحارس والناطور

فها أنا واحدا من التلاميذ

بمدرسة الغموض

أراوح ما بين العمى والبصيرة

أُخفي شيئا وأُظهر شيئا آخر

كي أحول الحسرات إلى جمرات

             بقلمي د.نعيم الدغيمات