الجمعة، 17 يونيو 2022

لحن الليل :
يابتلة الورد كم ترويك أوردتي 
كما السّواقي دماء سيلها غدِق
إنِّي ظميء لحبّ أنت منهله
لا تتركي الروح كالبركان تحترق
وفي قريضي ألحانا سأعزفها
من هدأة الليل حتى يبزغ الشفق
ترنيمتي بدواجي الليل أنشدها
يجتاحني السّهد والأشواق والأرق
جعلتها في خفايا القلب مزرعة
يزهو بها الفلّ والرّيحان والحبق
نديمتي أنت في القرطاس أكتبها
لم يكفها دفتر أو حبر أو ورق
إليك هذا ولا للغير أذكره
عطرا شَذيّا إلى الأنسام يستبق
دعي الخلائق لا نأبه لسوأتها
من جهلهم ببحور السُّوء قد غرقوا
ولن نكون أخِسّاء ومَلسنة
تلوك فيها شفاها جلُّها شَدَق
فنحن من قمم الأطهار منبعنا
والغير من سِللٍ قد ذلَّه الحنق
فسيح صدري لمن أحببت أهديَه
ومنه يرتق إن يحلو له الرّتَق
والله ماقلت في هذا لضائقة
حلّت ولكن شغاف الجوف تختنق
كفى هراء ؛ أبَعْدَ الشَّيب يقدحنا
من يرتدي الغِلَّ للتَّوبيخ يختلق ؟
فكم خسيس يباهي في خساسته
وكم دنيء لسيف الغدر يمتشق
فلنبق ننهل من أطياب مشربنا
وليس منا لكأس الشَّرِّ يلتعق
ولَّت سنين الصِّبا والشَّيب يأكلنا
لكنْ مشاعرنا تسمو وتأتلق
أقراننا من قدور التّيه قد ملأتْ
صحافها وبطونٌ أُتْخِمت ملق
قرآننا منهل نُرْى به غدقا
إنجيلنا مابه من طيب نعتنق
ونحن في بعضنا لا نكتفي قَدَحا
ومنه قد مُلىء الإبريق والجنق
....................................
بقلمي : غسان الضمان