الاثنين، 27 يونيو 2022

( الراية البيضاء )

عَيْناكَ  غَزَتْ كلَّ مُدُنِي
حطَّمتْ أسوارِي وحصوني  ..
أغرقتْ سُفنِي 
كيف الهروب .؟ كيف
وكل مافيك يأسِرُنِي.؟ 
يتغلغلُ في مَسَاماتِي
يشنُ حرباً ضد تماسُكي
وصمتي وحيائِي
يحكمُ أغلالَه يُقيدنِي 
حرب ٌغيرُ مُتكافئة ..
حربٌ ضَرُوسٌ جائرةٌ 
تُجْهِضُ مُحاولتِي بالصدودِ
تغتالُنِي 
أقوى أسلحتك ..
ابتسامتك .. عينيك
ونظرة غير مُبالية ٍ
ودخان سجائرك
ولفتة. أودت بي إلى الهاوية 
تغضب ُ أرتجفُ
خوفا ً قلقاً  عليْكَ
وحينما تهدأُ
أثورُ دلالاً  وشغفاً 
ينصهر كُلي بكُلِي 
يصرخُ عطري
ورمشي وكحلي 
وأحمر الشفاه
وفستانِي الأحمر
وأزرعُ بشعري وردةً حمراءَ 
واقفةً أمامَ مرآتِي ..
ويضجُ المكانُ
عبقاً وأناقةً وثورةً وجنوناً  
فتقف
مبهوتاً .. مُعجبا ً
وبلا مبالاةٍ  أنصرفُ
تتبعُنِي وتلحقُ بي ..
تضع ُأصابعَكَ على كتفِي
تقولُ لي  قفِي
فألتفتُ بغنجٍ باذخٍ بترفٍ
وتقولين حرباً خاسرةً
تشتكين العجزَ والضعف
وأصغر سهم فيكِ  أردَانِي قتيلاً..
اقتربَ وهمسَ بأذُنِي ..
أعترفُ .. أعترفُ
أنِّي هُزِمْتُ رفعتُ رايتِي البيضاءَ
وما أسعدنِي بانهزامِي
فكيف لي أنْ .؟..
أُقاوم َثورةَ سلاحِها
عبقاً وغنجاً ووروداً حمراءَ .. 
كحلاً آسِرَاً
ونظرةً غامضةً
لا يُفسرُ كُنْهَها
أراضيةً عنك أم غاضبةً.؟
متفقةً أم رافضة .؟
فيها كل شقاوة الأطفال
ودهاء النساءِ .. 
غاليتي آسرت
أعلنتُ استسلامي
في مدينةِ العشقِ والعطرِ 
وأجملُ ما وهبتني السماء ُ
سيدتي .. أميرةُ النساءِ .
بقلمي
نجلاء محمد علي الشمري
من العراق
٢٣ / ٦  / ٢٠٢٢