ترنيمه بغداديه
شاخَت مُصفرّةً دفاتري القديمه
واستنجدتْ .. أطفأتُها ورقةٌ يتيمه
كالأم بالحضن ضمت طفلها
لم تحترق حروفها في لفةٍ سليمه
ليس ككل الخطوط خطوطُها
خيوط الشمس بجنبها عقيمه
وصورةٌ يسلب اللّبَّ جمالُها
لأميرةٍ مصانةٍ منيعةٍ حشيمه
جمالها ما صنع الخالق صنوهُ
غراءُ فرعاء .. فاتنةٌ بسيمه
كالشمس في إشراقها وقوامها
مهرةٌ خجلت في فمها الشكيمه
ثوبها النرجس والحرير جديلها
والنجم معها توارى معلنا هزيمه
هكذا كانت أميرتي..لعمري هكذا
تغنيتُ بها..أفلا تسمع الترنيمه
في وصفها كل الكلام مطاوعٌ
والشِعرُ يستلّ من ثغرها العزيمه
يا ورقةً يتيمه مازلتِ حافظةً
كل ذا وتتار العصر كارثةٌ وخيمه
قمري تخافت ضوئه وتشابكت
خيوط شمسي مسودةً كظيمه
وبعد يا ورقتي ..لو تعلمي
كيف أمست احوالُنا الأليمه
بثيابها تخفي الجراحَ بغداد
ونحرها لقميصها يشكو الظليمه
آه.. ما حيلتي وجميلتي تنوء
بِهمّها مثقلةً مكلومةً سقيمه
وبغمدها تصدأت أسياف قومي
التي كانت مدى الزمان قويمه
دم قميصك ليس بكاذبٍ بغداد
تبا لعيونٍ من حِسها عديمه
ماذا بعد ولواعج همي ذبيحةٌ
وخواطري ناءت لا تعرف الشتيمه
ماذا ؟ والحال كدفاتري ممزقٌ
دجلةُ تندب مائها والفراتُ عليمه
سعود علي ناجي
٧/ ٥/ ٢٠٢٢