الثلاثاء، 1 مارس 2022

( ١ آذار )
                           ‏
           عبثاً حاولت أن اقنع نفسي بأن هناك يوماً يسمى ب (عيدالمعلم )..للعيد معنىٰ ..للعيد فرحه ..فهل احس بها معلم ماحتى ولو من بعيد ..وهو يعاني ويكابد ويرى أتعابه ذهبت هباءً ولا داعي لوجوده في زمن العالم الأزرق وتحصيل الشهادات العليا وبدرجة إمتياز عبر النت ومن المنزل ودون اي عناء .
في هذا التهافت العلمي والعيش في بحبوحة الخيال لا أعتقد مطلقاً ان أحداً من المعلمين الذين كدوا وثابروا وجدوا واجتهدوا وواصلوا الليل بالنهار لكي يحافظ علىٰ رسالته مرتاح لما نحن عليه اليوم . اهكذا أصبحت رسالة المعلم .
   للأسف الشديد غاب العلم وانحصر بما وصلنا له من جهود الأولين ..
   ‏والله لو عرفنا حقيقة  أن يفتخر الانسان بجديده بما انتهىٰ به الأخرين لحزنا كثيرا ولأصابنا اليأس بما نحن عليه اليوم .
   ‏فوا أسفي علىٰ مجتمعٍ غابت عنهُ روح المثابرةِ والبحثِ والمتابعةِ والمطالعةِ ومواكبة العالم المتحضر فخسرنا بذلك ثمرة التعليم ولذته وبتنا لا نعي الدور الحقيقي الذي يطلع به المعلم وانعدمت روح المنافسة بل لم نعد نميز بين المتميز الحقيقي وبمن حاز على درجته عبر المعارف والوساطات .
   ‏هذا مايخشاه فعلاً  من سهروا الليالي بل تفضل عليهم ممن هم أقل تميزاً وحصلوا علىٰ التعيينات في الوظائف الحكوميةِ وباتَ اللامعونَ والمتميزونَ لا يجدوا مكانهم في الحياة بأسرها .. ولهذا نقول ان لا مناسبة للمعلم دون تميز واداءَ الرسالةِ الحقيقيةِ التي تميز بها المعلم دون غيره .
   ‏والدور الحقيقي لحامل لواء هذه الرساله
   ‏
قُمْ للمعلمِ وفه التبجيلا ... كاد المعلمُ أن يكون رسولا

... تحياتي لحملةِ لواء مشعل العلم عبر جميع الأجيال :

            ( انا شمعةٌ )

انارت للأجيالِ الطريق
أنا شمعةٌ احترقت وذابت 
وسط الحريق
انا درةٌ مكنوزةٌ لكلِّ ضيق
انا في كلِّ جيلٍ شكلتُ فريق
انا الآمانُ واللمعانُ والبريق
لكلِّ انسانٍ ظلَّ الطريق
انا مَنْ عَلَّم الألفَ واللامَ 
والقافَ والراءَ والهمزةَ والنونَ 
لتعرِف اللهَ وتتوقى الحريق
انا شمعدان لكل ما قيلَ وقال
وتحملَ الهُراءَ والتبويقَ
انا انسيٌّ اعيشُ على لقيماتٍ
دونَ مستقبلٍ في بلدِ الضياعِ
والكَذبِ والتصفيق
انا الجهورُ بصوتي
في كلِّ حدبٍ وصوبٍ
لأداوي جُرحَ الوطنَ العميق
رسالةٌ لكلِّ أفاكٍ وذميمٍ وسارقٍ
على مدى التاريخِ العريق
حَفِظتُ التاريخَ حرفاً حرفاً
في كلِّ شاردةٍ وواردةٍ
لأحللَ الحقيقةِ مِن التلفيق
انا المعلمُ والمدرسُ لكلِّ نابغةٍ وعالِمٍ
كشفَ الحقيقةَ والتزييفَ
أنا لا أُنددَ وأشجبَ بل أَضحي
من اجلِ حريتي 
ضدَّ الطغيانِ
والفلتانِ والتطويق
أنا شمعةٌ ذابت لتُنيرَ الطريق .

______________________________
بقلمي/ عويد الجميلي_ العراق

   ‏