النسر والغراب
شكوت نفسي لنفسي وما اكتفيتُ
وتلوتُ أحزان الفراق وما نسيتُ
وأسكنت دمعا للسقوط مهرولا
ينساب نحو الخدين فما بكيتُ
وألجمت آلام الفؤاد بصبر وعزيمة
فما نطق اللسان بها وما ابتغيتُ
واحببت في النسور شموخا وعزة
لا الضعف يذلها ولا المرض يميتُ
وتهوي من فوق الاعالي نفاثة
تهاجم المنية ارتطاما ولا تستغيتُ
وينبري الغراب للنسر مزدريا
يحوم حوله وفوقه كأنه عفريتُ
ولقد ابتغى الغراب به سخرية
فاقتعد ظهر النسر يلهو ويعيثُ
فرفعه النسر إلى ما فوق طاقته
وفي الاعالي لقي موته الحتيتُ
وما كان من أمر الخلق الا موعظة
وحكمة لا يتنعم بهديها الطواغيتُ
اذا لم تكن بخصال النسور مميزا
فإن تعاليك فوق الخلائق مقيتُ
عزيز شرحبيل