لنا صغارٌ بليل البرد ترتجف
تئنُّ من بردها بالصُّرِّ تلتحفُ
إنا نعمنا بدفء الدار في دعةٍ
أعمت بصائرنا الأموالُ والسرفُ
وكيف نُؤمنُ والجيران في كُرَبٍ
إنا بذنب خيام الثلج نقترفُ
أهم يموتون والأمطار تصعقهم؟!!
ونحن تشغلنا من خيرها السرفُ
يا أمةً دينها الدولار تعبده
مات الرجال ومات العزُّ والشرفُ
الكل جوعى بليلِ البردِ من سَغَبٍ
والناسُ آخر شريان الدما نزفوا
كروشكم من أنينِ الجوعِ من ولدي
وخبزُ بؤسي من الأفواه يختطفُ
أنّى المنام على دفءٍ وأختكم
عريانةً بخيام الذلِّ ترتجِفُ
وكيف طابت لكم بالنوم أنفسكم
وهل من الحر ذلاً يُغْمِضُ الطَرَفُ
فوق الخيام بعمر القهرِ يا وطني
تَكَدَّسَ الظلمُ والطغيانُ والسدف
مأوى الفقير بأرض الهون أرصفةٌ
أمام أبواب ذُلِّ السُؤْلِ قد رُصُفوا
إن تَمنعِ الخيرَ يُمنعْ عنكَ مَنْبَعُهُ
لا يطرح الزهرَ إلا روضةٌ أُنُفُ
إلى متى لغةُ الدولار تلحقنا
نحبوا إليها.. وكل الناس قد زحفوا
يا أمةً بكثير القادة افترقت
قاداتها كثر.. أحكامها خَسَفُ
أما لنا سبلٌ للعيشِ في رَغَدٍ
تحت العدالةِ والإصلاح نأتلفُ
أم دأبنا الجورُ حتّى من عوائلنا
حتّى الأقارب ما رقُّوا وما عطفوا
كلُّ الشعوب تسامت في حضارتها
إلا عروبتنا في الحكم تختلفُ
وغايةُ الحاكم المقدام أن أبداً
يبقى وإن عاثَ فيه العجز والخَرَفُ
كلُّ الشعوبِ إلى الأفلاكِ سائرةٌ
ونحن عن كلِّ نورٍ بانَ ننحرفُ
الثأرَ من ذي قارَ اليوم قد أخدوا
ومن لظى الحقد والبغضِ الدفين شُفوا
يا سعدُ قمْ مِنكَ الفرس قد ثأروا
القدس قد سلبت والشامِ والنجفُ
العلقميُّ أتى بالغرب يحرسه
فكان أولَّ من في داره نَسَفوا
قر يا أبا لؤلؤٍ أبناؤك انتقموا
جاسوا الديار فجاس الجور والحيفُ
لن يجَتمعْ حبُّ دنيا والجهاد معاً
إما الجهادُ وإما التِبْرُ والتحفُ
يا أمة المصحف المحفوظ هل عَقُمَت
أن تنجب ابن الوليدِ الخالدِ النطفُ
سامر دويك