( حِينَ أَكتُبُ إِليكِ)
يَذوبُ بينَ أَصابعيْ قَلبِيَ حِينَ أَكتُبُ
إِليكِ يا مَلِيكَتي فَأنتِ فِيهِ الأَعذَبُ
تَثورُ بِيْ خَواطِرِي ولَهفَتي لا تَتعَبُ
أَهِيمُ في عَوالِمٍ العَقلُ فِيها يُسلَبُ
تُشَرِّقُ الرُّوحُ بِها وتارةً تُغَرِّبُ
تَرِفُّ بِي طَيرُ المُنى تَحارُ أَيْنَ تَذهَبُ
وتَنتَشيْ أَنامِلِيْ إِذ مِن هَواكِ تَشرَبُ
كَأَنَّ أَشواقَ الدُّنى في مُهجَتِي تُذَوَّبُ
دَمِي المِدادُ حِينَما عَن مُقلَتَيكِ اَكتُبُ
حُبِّي جُنونُ شاعِرٍ مَن ذا عَلَيهِ يَعتِبُ
وَأَنتِ كُلُّ مَطمَحِي ومُنيَتي والمَأْرَبُ
في لَيلِ عُمرِي أَشرِقي فأَنتِ فيهِ الكَوكَبُ
إِنْ غِبتِ عَنهُ فَلا رُؤىً تَزهو ولا مايُطرِبُ
أَبِيتُ مَلَّاحاً وَقَد اَمسى وتاهَ المَركَبُ
وكُلُّ حُلمٍ باسِمٍ في مُهجَتي يُقَطِّبُ
فالهَجرُ مِنكِ مَرارةٌ مامِن لَظاها أَصعَبُ
والحُبُّ قِيلَ: عُذوبَةٌ وَأَنا بِهِ أُعَذَّبُ
لَمْ أَجنِ مِنْ طِيبِ الهوى
ماقِيلَ عنهُ: الطَّيِّبُ
وَرَغمَ حِرماني بِهِ فَإِنَّهُ مُحَبَّبُ
مَنْ أَنتِ ياأَمِيرَتي ؟ ماسِرُّكِ المُحَجَّبُ؟
تَرَكتِني في حَيرَةٍ مِنْ طُولِها كَم أَتعَبُ
هَلاَُ اقتَسمنا حُلمَنا؟ إلى متى سَنَهرُبُ؟
فَقُربُنا سَعادةٌ وَبُعدُنا كم يُرعِبُ
يَذوبُ بَينَ أَصابِعي قَلبِيَ حِينُ أَكتُبُ
هَلَّا تَذوبِينَ مَعِيْ ؟ أَمْ ماكَتَبْتُ أَشْطُبُ؟
شعر : زياد الجزائري
مِن دِيواني ( في ظِلال الحُبِّ والجَمالِ)