حين يتكلم الجرح
دقت ساعة الحقيقة
هذه رسالتي اعتبريها الأخيرة
لم أكن في حبك يوما عنيدا
و لم يساورنئ فيك شك و لا غيرة
أعتذر جدا عن لهفتي الشديدة
أعتذر عن حر الشوق و التنهيد
أعتذر عن أيام ضاعت وأنا شريد
ظننت أنني كنت فيها السعيد
كانت وهما و كان الحلم بعيد
رسالتي اليوم تحكي نبضاتي
أعلنتك فيها بدايتي و نهايتي
أعتذر فيها عن ثقتي و بلادتي
أين اليمين و أين الوعود ؟؟؟
أين الهمس و شوق اللقاء و العناق؟؟
راودني فيك حلم العشاق
غرورك كانت تخفيه الأحداق
و اليوم انكشفت الأوراق
طفا ما كانت تخفيه الأعماق
أعتذر عن اهتمامي المجنون
هجرت نفسي و خابت الظنون
غواص أبحث عنك في الأحلام
بين ضجيج الصمت و صمت الكلام
لكن نسيانك ليس بمستحيل
قد كنت في حياتي عابرة سبيل
ظننتك الخليلة و أنا الخليل
لم أبحث في سواك عن بديل
مات نبض العشق في صدري
هذا جزاء سماحتي و صبري
كفاني ما عانيت من انتظار
ارحلي لن اسمح لقلبي أن ينهار
كبريائي فوق كل اعتبار
لن تسمعي مني عتاب
و لن أسمع منك اعتذار
سأفقدك يا حبيبتي لذة الانتصار
سأنساك و أنسى يوم لقياك
سأنساك و انتزعك من ذاكرتي
انها يا حبيبتي ضريبة غلطتي
هذه رسالتي بين السطر و الخفقات
بين التنهيد و الرعشات
ضاع اللفظ و تكسر المضمون
كفاك يا من كسرت براءة القصيد
رسالتي على نكستي صرخت
لا جواب أريد منك إن وصلت
مزقيها و احرقي قوافيها
لا ترميها على أرصفة النسيان
ففي رمادها درس أفصح من البيان
حين تفيض فيك عيون الحب
حين تغازلك فكرة الرجوع
حين تتذكرين أيام الخنوع
ستجدين فيه قلبا أغلق باب الحلم
كان أولى أن يعتزل و يكتم
لكن عمق الجرح جعله يتكلم
ادريس العمراني