السبت، 4 ديسمبر 2021

طلّــتْ بوجــــــــهٍ

طلّـتْ بـوجْـــهٍ كـــأنّ البــدرَ غُـــرّتُـهُ
وَجهٌ تـجــلّى أضـاءَ غَيـهــبَ الغَسَــقِ

جَـاءتْ ومِن عَجَبٍ فِي طَرْفِها مَرَضٌ
أعـلّ قلـبي وصَـار الجُـسمُ فِـي رَمَـقِ

مالـتْ عليّ بقوسِ الطّرْفِ قـدرشَقَتْ
أودتْ بقَـــلبِي بِسَـــهْمٍ نَافِــذِ الــدّرَقِ

قُمـتُ إليْـها وقَــدْ دَبّ الثّـــمُولُ بِــيَ
وصِـرْتُ فِــيْها مَتْـبُولَ الفُـــؤادِ وَمِـقِ

فقُلْـتُ أهْــلاً بِـمَنٍ شَـغَفَ الـفؤادَ سَقَا
نِــيَا كــأسَ الهَــوَى كَــهاطل الـــوَدَقِ

بيْضَـاءُ نَجْـلَاءُ مَصْقُـولٌ عَــوَارِضُــها
كَالــبَانِ مَمْشُــوقَـةٌ مُكْــمَلّةُ النّــــسَقِ

مِنْ حُمْـرةِ الخَـدِّ يشكو الوردُ مَظلَمَةً
حَـقٌّ لـهُ فِـيْهِ مِنْ فَالِـقِ الفَلَـــــــــــقِ

يا لِلْـــنِقابِِ ومَــا يُــخْفِي لِــوَجْنَتِــها
مِـنْ جَذْوَةِ النّارِ أو مِـنْ حُمْرةِ الشّفَقِ

والفَــمُّ يَحْـكِي مِــنْ أُســــطُوْرَةٍ دُرَراً
سُــحْبِ البَــلاغةِ فِـي لِسَـانِـها الذّلِـقِ

غَـــارَ الأقَـاحِــي مِـنْ ثَغِـــرِها خَجِلاً
ولِلْبنَفْسـجِ رَجْــفُ الوَاجـبِ الخَــفِـقِ

وَالّلــيٍلُ مِــنْ شَعْـــرِِها أزْوَرَّ مُـكْتئِــباً
فَصَـارَ مِــنْهُ أعْـمَى العَــيْنِ لَــمْ يَـطِقِ

تَحـتَ الجَـبِينِ تــرَى لِلٍصُـبحِ مَطلِـعَهُ
يَغْـــشَاهُ ليْــــلٌ مِــنْ عَـــنْبَرٍ عَبِــــــقِ

بَعَـــيْدةُ الـنّـــحْرِ مُشْــرَئِــــبَّةٌ عُــــنَقاً
رَبّــاهُ يَــــــالِـي مِــنٍ إمَــالةِ العُـــــنُقِ

وَالنّـجمُ قَـدْ خِـيْطَ فِـي نَصِيْـفِهَا ألَـقاً
والْمِسْكُ يَنْـضَاعُ مِـنْ أرْدَانِـها العَبِــقِ

والصَّـدْرُ عَـقْربُ إنْ كَـوَانِـي بِلَسْعَـتِهِ
حَـنّ عَلـيّا وَمِـنْ لَـمَى التّــرْيـاقِ سَـقِ

قَـادَ المَســاءُ يـَـداً وازْدَانِــتِ الأُفُـــقُ
واللّـيلُ قَــدْ شــلَّهُ صُــبحٌ مِـنَ الأَلَــقِ

والأَرْضُ يَـفْغُرُ فِيْــها الــزّهْرُ مُبْتَـسِماً
والأَنْـجمُ الـزُّهْرِ فِي العَـليَاءِ فِـي ألـقِ

دَبَّ السّـكُونُ فِيْـنا والسُّــعْدُ عـانَــقَنا
وأطفأ الـوصلُ فِيْنا مَا كَانَ مٍنْ حَـرَقِ

قَـــالـتْ مُـكَـــدَّرةً والـــدّمـعُ يـغْـلِـبُها
ولاعَـجَ القَلــبِ فِــيّا أذَاقَــنِي الشّـرَقِ

أيـا حَبِــيْباً قَــدْ شَــطَّ الـــوُشُــاةُ بِـنا 
صَالُـوا وجَـالُـوا فَـأَذْكُـوا بُؤبؤَ الحَدَقِ

لَــمّا رأيْــتُكَ مِــنّي الــيومَ مُـرْ تَــجِياً
وصْـلَ الّلـــقاءِ إلَيْكَ جئْتُ فـي قَــلَقِ

قلـتُ الـوِصَـالُ لِـحرِّ القَـلبِ مُلْتَــمَسٌ
يَطْفِي لَضَاهُ ويَشْفِي الرّوْحَ مِنْ مَحَقِ

بِتْــنا عَـــلى نَــارٍ مِــنَ الهَــوَى نَشْـكُو
بـرْحَ الغَـرامِ ومَـا فِي النّفسِ مِنْ أَرَقِ

قَامَــتْ مُــوَدِّعةً جَـــدَّ الرّحِـــيْلُ بِــها
والقَـلبُ فِـــي لَـعَجٍ والـرُّوحُ لَـمْ تَطِقِ

دارَ الـــزّمانُ بِـــنا والــوَصَلُ جَـانَــبَنا
والنَّـفْسُ فِــي ألَـمٍ تَـشْكُو مِـنَ الفَـرَقِ

لَــمْ يبَـقِ مِنْــها غَـيرَ الطّـيفِ أصْـحَبُهُ
والمِـــسْكُ إنْ غَـابَ مَا زَالَ فِي عَــبَقِ

يـا مُنـيةِالنَّــفْسِ ألا جُودُوا بِوصــلِكمُ
لعـاشـقٍ مٍـنٍ خُـمارِ الـوَجـدِ لـمْ يَــفِقِ

كُلُّ القَــوَافِي فِــيْكِ إليٍـــكِ أُسْـــرِجُها
حَـرْفاً ومَعْـنَى حِـبرُها الــدّمْعُ والأرَقُ

يـا عَــاذِلَــــيَّ كَفَــانِـي إنّـــنِي دَنِــــفٌ
أضْحَى الهَـوَى فِيّا فِي سَطْـوَةِالمَـحَقِ

رِفْــقاً بِــصَبٍّ لَـقدْ أضْـنَى الغَــرَامُ بِـهِ
أمَـسَى عَمِــيْدَالقَـلبِ لِلـنَومِ لَـمْ يَــذُقِ

 أ/سلطان أحمدمحمد الوجيه
اليمن     ٢٠٢١/١٢/٤