الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

هذيان

هاني الفحام 

كَانَت تُعَذِّبْنِي الْجَرِيدَة 
كَانَت تُعَذِّبْنِي الْقَصَائِد وَالْمَقَالَات الْفَرِيدَة 
كَانَت تُحْدِق بِي  العناوين الصَّغِيرَة والاسامي 
وقصائد الْأَصْحَاب تخجلني 
وتسرقني الْكَلَام 
الْيَوْم تَصْطَدِم الْمَعَانِي بِالْمَعَانِي 
وتفر آيَات التَّعَجُّبُ مِنْ دَوِيّ الْأَسْئِلَة 
الْيَوْم تندمج اللُّغَات مَع اللُّغَاتِ وَلَيْسَ إلَّا الْبَسْمَلَة 
. . . . 
كَانَت بأخيلتي تُسَافِر كَالْمَدِينَة حِين هاجمها الْجَرَاد 
وَسِرْت نوارسها تُغْنِي فَوْق شَطّ تصدعي حَتَّى الْغَرَق 
وَبُنِيَت اخيلة تَجِيئ وَلَا تَجِيئ 
سَافَرْت كالطوفان عَبَّر تشردي 
سَافَرْت كَالْأَشْيَاء أَعْرِفُهَا وَتَعْرِفنِي 
وَلَا مَعْنَى لقاموس الْكَلَام 
. . . 
فِي الصَّفْحَةِ الأُولى 
تجزئني الْحُرُوف 
ثَلْج 
وأسئلة 
وَنَار 
وبيارق تَمْتَدُّ مِنْ وَجَعِي 
إلَى أَقْصَى السُّطُور 
. . . 
وَأَمَر كالطوفان 
مُرْتَحَلًا يُسَافِرُ فِي مسامات الْجَرِيدَة 
وَأَرَى الْفَوَاصِل تنزوي 
وتضج مِن فَوْضَى الْمَقَام 
فَتَقُول لِي : 
هَذِي اِنْحِنَاءاتٌ الْقَصِيدَة 
والتفاتتها إلَيْك 
هَذِي أَسَامِي الْأَصْدِقَاء 
وَذَلِك (المانشيت) دُرْبَة الْمُحَرَّرِ إنْ يُضِيءَ 
هَذِي الْحُرُوف الذابلات 
بِلَا مُدَامٌ 
فَلَا تَخَف 
. . . 
فِي صَفْحَةِ الْمَوْتَى 
أَوْزِعْنِي تَعَازِي حَارَّة للاقربين 
وَأَنَا أَمُوتَ مِنْ الْبُكَاءِ وَلَا أَمُوت 
وَفَوَاصِل أُخْرَى تَقُول : 
ترتيلك الذاوي 
هُرُوب الفاصلات 
وَتُقَابَل الْأَشْيَاءُ فِي معكوسها 
لَكَان حرفك مَلّ مِن ألقابه 
. . . 
آمَنْت بِالْمَوْت البطيئ 
آمَنْت بالصحف الْقَدِيمَة 
وَالْجَدِيدَة 
آمَنْت بالرنات تَأْتِيَنِي 
بِلَا رُقِم 
وَلَا أَدْنَى مُجِيبٌ 
آمَنْت بِالزَّمَن البلاستيكي 
بشرائح الموبايل 
بذواكر الحَاسُوب 
بالكيبورد 
والماوس اللَّعِين 
آمَنْت باللاشي فِي هَذَا الْخَرَاب 
. . .
هاني الفحام 
اليمن

فيما مضى كنت انا واليوم كلي انت وزهوري وان غابت عني فما ذبلت كذا قالت سيدتي انا بعد ما كبرت فيما مضى وهبتك قلبي وعجزت واليوم صوتك يحييني أفأ...